مسؤوليتنا المشتركة: من الهجمات الشخصية إلى القضايا الجوهرية
مسؤوليتنا المشتركة: من الهجمات الشخصية إلى القضايا الجوهرية
لطالما كانت الهجرة والاندماج من المواضيع الساخنة في النقاش السويدي. ولكن للأسف، غالبًا ما علقت هذه النقاشات في الهجمات الشخصية والخطاب الذي يلقي باللوم على المهاجرين في مشاكل المجتمع. ولكن تقع على عاتقنا مسؤولية مشتركة لتغيير هذا المسار. فالأمر يتعلق ببناء سويد للجميع، حيث يمكننا التحدث عن القضايا الصعبة دون أن يشعر الناس بأنهم مستهدفون ومضايقون.
إلقاء اللوم يخلّق الانقسام
عندما يتم وصف الهجرة بأنها أصل كل الشرور، من الاكتظاظ السكاني إلى تحديات نظام الرعاية الاجتماعية، فمن السهل أن ننسى أننا نتحدث عن أفراد. أشخاص فروا من الحروب أو بحثوا عن حياة أفضل، وهم الآن جزء من المجتمع السويدي. إن التعرض المستمر للانتقاد، ليس بسبب شيء فعله الفرد، بل لمجرد خلفيته، لا يسبب الإقصاء فحسب، بل هو أيضًا ظلم عميق. هذا النوع من الخطاب يعيق الاندماج، ويخلق عدم الثقة، ويقوض تماسكنا الاجتماعي. فبدلاً من بناء الجسور، فإننا نخلق الفجوات.
حان الوقت للتركيز على الحلول
يجب أن يدور النقاش الصحي حول القضايا الجوهرية. يمكننا ويجب علينا مناقشة التحديات مثل البطالة ونقص المساكن وقلة الموارد في المدارس. ولكن هذه المحادثات يجب أن تنطلق من سعي مشترك لإيجاد حلول قابلة للتطبيق، وليس من رغبة في الإشارة بأصابع الاتهام إلى كبش فداء. من الممكن تمامًا انتقاد سياسة الاندماج دون التشكيك في الوقت نفسه في الأشخاص الذين تأثروا بها.
إذًا، كيف نصل إلى هناك؟ من خلال المطالبة بالمزيد من أنفسنا ومن سياسيينا. يجب أن نتصدى للهجمات الشخصية باستمرار باستخدام الحجج الواقعية. من خلال رفع رؤوسنا والتركيز على الإجراءات الملموسة لتحسين سوق العمل أو النظام التعليمي على سبيل المثال، يمكننا توجيه المحادثة نحو ما يهم حقًا.
واجبنا كبشر
إنها مسؤوليتنا المشتركة لضمان أن يشعر الأشخاص الذين أتوا إلى السويد بالأمان والترحيب. فمكافحة الكراهية والتحرش والتحيزات ليست قضية يسارية أو يمينية، بل هي مسألة إنسانية وكرامة.
تجرأ على التحدث عن التحديات، ولكن افعل ذلك باحترام. دعونا نقف معًا من أجل نقاش واقعي، شامل، وبنّاء. عندها فقط يمكننا بناء مجتمع قوي بما يكفي لمواجهة تحدياته، معًا.

Kommentarer
Skicka en kommentar