مقال رأي: عندما تخلط وسائل الإعلام بين الإسلام والإسلاموية – خيانة للتعددية

 


مقال رأي: عندما تخلط وسائل الإعلام بين الإسلام والإسلاموية – خيانة للتعددية

في زمن يتسم بالاستقطاب وانعدام الثقة، تتحمل وسائل الإعلام مسؤولية خاصة: أن تنقل المعلومات بدقة، أن تراقب السلطة بنزاهة – وألا تعزز الصور النمطية. للأسف، كثيرًا ما نرى الإعلام السويدي يفشل في هذا الأمر عندما يتعلق بالإسلام، الإسلام السياسي، وجماعة الإخوان المسلمين.

📉 من الدين إلى صورة التهديد

الإسلام دين يمارسه مئات الآلاف في السويد من خلفيات وثقافات وآراء سياسية متنوعة. ومع ذلك، غالبًا ما يُصوَّر الإسلام في الإعلام كظاهرة موحدة – وغالبًا كتهديد. العناوين التي تتحدث عن "الجهاد"، "الشريعة"، و"التطرف" تهيمن، بينما تغيب القصص اليومية عن الإيمان، الثقافة، والمشاركة المجتمعية.

📌 الإسلاموية ليست الإسلام

من الضروري التمييز بين الإسلام – كدين – والإسلاموية – كأيديولوجيا سياسية. جماعة الإخوان المسلمين حركة سياسية ذات طموحات أيديولوجية، لكنها لا تمثل جميع المسلمين. عندما تربط وسائل الإعلام المنظمات الإسلامية بالجماعة دون توضيح أو تدقيق، فإنها تساهم في التشكيك بجماعات بأكملها.

🧠 مسؤولية الصحافة التحليلية

للصفحات الافتتاحية والمقالات التحليلية الحق في طرح وجهات نظرها. لكن عندما تستند هذه النصوص إلى تعميمات غير دقيقة، أو تُستخدم كمصادر في الأخبار، تُطمس الحدود بين الرأي والحقيقة. وهذا ليس فقط غير مهني – بل خطير.

🎙️ من يُسمح له بالكلام؟

تُظهر الدراسات أن الأصوات المسلمة في الإعلام السويدي غالبًا ما تُستدعى فقط عند الحديث عن الصراعات أو التطرف أو الدفاع عن النفس. أين الأصوات التي تتحدث عن التعليم، الثقافة، المناخ، أو الرعاية الصحية؟ أين الصحفيون والباحثون والفنانون المسلمون الذين يتحدثون عن قضايا غير دينية؟

💬 نحتاج إلى أخلاقيات إعلامية جديدة

يجب على الإعلام السويدي أن يتراجع خطوة ويسأل نفسه: ما هي مسؤوليتنا؟ كيف يمكننا المساهمة في مجتمع لا يُعرّف الناس فيه من خلال الشك، بل من خلال أفعالهم وأفكارهم؟ لقد حان الوقت للتوقف عن الخلط بين الإسلام والإسلاموية – والبدء في الاستماع إلى الواقع، لا فقط إلى العناوين.


Lundestefan

Kommentarer

Populära inlägg i den här bloggen

Sweden, a Country in Change – at the Expense of Our Children?

مسؤوليتنا المشتركة: من الهجمات الشخصية إلى القضايا الجوهرية

Lost Children: A Generation in the Shadow of Violence