أجبني بصدق: هل كل المسلمين إسلاميون؟



هناك سؤال يثير الجدل في المجتمع السويدي، سؤال يخلق الانقسامات وسوء الفهم وأحياناً الغضب الصريح. ما هو الفرق الحقيقي بين المسلم والإسلاموي؟ إذا كنت تشعر أنك لا تستطيع الإجابة على هذا السؤال، أو إذا كنت تعتقد أنهما الشيء نفسه، فهذا المقال مكتوب خصيصاً لك. تابع القراءة لتوضيح هذه المفاهيم مرة واحدة وإلى الأبد.

أجبني بصدق: هل كل المسلمين إسلاميون؟

إنه سؤال يطرح نفسه كثيراً، سواء في استراحات العمل أو على وسائل التواصل الاجتماعي. غالباً ما تؤدي النقاشات حول الاندماج والدين والإرهاب بسرعة إلى تعميم مقلق: أن جميع المسلمين لديهم نفس الآراء السياسية لأولئك الذين يستخدمون العنف والقمع باسم الإسلام.

دعونا نضع تمييزاً مهماً: الفرق بين الدين والأيديولوجية السياسية.

الإسلام مقابل الإسلاموية

الإسلام هو أحد أكبر الأديان في العالم، يمارسه ما يقرب من ملياري شخص. هؤلاء الناس يعيشون حياتهم في كل مكان يمكن أن تتخيله، ولديهم آراء متنوعة تماماً مثل أي شخص آخر. المسلم يمكن أن يكون طبيباً، معلماً، سباكاً، أباً، مشجع كرة قدم أو سياسياً. كونك مسلماً لا يحدد كيف تريد أن يدار المجتمع، بل يتعلق بمعتقداتك الشخصية.

أما الإسلاموية فهي شيء مختلف تماماً. إنها أيديولوجية سياسية ترى أن الإسلام ليس مجرد دين، بل يجب أن يكون الأساس الكامل للمجتمع. إنها حركة سياسية تسعى لإقامة دولة ثيوقراطية حيث تستند القوانين إلى تفسيرهم للشريعة الإسلامية.

هذا يشبه القول إن كل المسيحيين يصوتون لحزب ديمقراطيي السويد

تخيل أن جميع المسيحيين في السويد يصوتون لحزب واحد. يبدو هذا سخيفاً، أليس كذلك؟ يمكن للشخص المسيحي أن يكون اشتراكياً ديمقراطياً، محافظاً، ليبرالياً أو أي شيء آخر تماماً. من غير المنطقي تماماً افتراض أن معتقدات الشخص الدينية تحدد آراءه السياسية تلقائياً.

نفس الشيء ينطبق على المسلمين. إن امتلاك معتقد إسلامي لا يقول شيئاً عن آرائك السياسية. الغالبية العظمى من المسلمين لديهم رؤى سياسية مختلفة تماماً عن الإسلامويين. إن الخلط بين الدين والأيديولوجية السياسية هو تعميم فادح لا يتماشى مع الواقع.

لماذا هذا مهم؟

هذا الخلط خطير. عندما نعمم ونجمع كل المسلمين مع الإسلامويين، فإننا نخلق فجوة. نحن نخاطر بدفع الأبرياء إلى أحضان المتطرفين ونسهم في عقلية "نحن ضدهم".

من أجل مكافحة الإسلاموية بفعالية، يجب أن نكون واضحين بشأن ما ننتقده: أيديولوجية سياسية، وليس ديناً بأكمله أو كل الناس الذين ينتمون إليه. دعونا ندعم مجتمعاً نرى فيه بعضنا البعض كأفراد، بدلاً من ترك التعميمات والخوف يسيطران على النقاش.


ما رأيك؟

  • ما هي خبراتك مع هذا النوع من التعميمات؟

  • هل تعتقد أنه من الممكن تغيير الرأي العام؟

  • كيف يمكننا كأفراد أن نصبح أفضل في إجراء نقاش أكثر دقة؟

Lundestefan



Kommentarer

Populära inlägg i den här bloggen

Sweden, a Country in Change – at the Expense of Our Children?

مسؤوليتنا المشتركة: من الهجمات الشخصية إلى القضايا الجوهرية

Lost Children: A Generation in the Shadow of Violence