عندما تتحول الدولة إلى "شرطة أخلاق": حظر البرقع خطوة أولى نحو الاستبداد


 

عندما تتحول الدولة إلى "شرطة أخلاق": حظر البرقع خطوة أولى نحو الاستبداد

تقف السويد اليوم أمام مفترق طرق. يتم الترويج للنقاش حول حظر النقاب والبرقع كقضية تتعلق بالمساواة وتحرير المرأة. ولكن تحت هذا السطح المصقول، يختبئ تطور مثير للقلق العميق: ادعاء الدولة بحقها في التحكم بتفاصيل حياة الفرد وتقييد حريته الأساسية في التنقل.

بصفتي مؤمناً بالإرادة الحرة للإنسان ومعارضاً لتدخل الدولة في الخيارات الشخصية، أرى أنه عندما نبدأ في التلاعب بالقوانين لتنظيم ما يرتديه المواطنون، فإننا نكون قد غادرنا القيم الجوهرية للديمقراطية واتخذنا الخطوة الأولى في طريق أدى تاريخياً إلى الاستبداد والديكتاتورية.

دور الدولة ليس أن تكون "شرطة أخلاق"

مهمة الدولة هي حمايتنا من العنف والإكراه والانتهاكات المباشرة، وليست أن تلعب دور المهندس الذي يقرر كيف يجب أن نبدو أو ما هي القيم التي يجب أن نظهرها من خلال ملابسنا. إن فرض تشريعات رمزية تستهدف مجموعة لا يتجاوز عددها 200 امرأة، يظهر أن الدولة مستعدة للتضحية بالحريات التي يكفلها الدستور من أجل كسب نقاط سياسية رخيصة.

إذا قبلنا بأن تحظر الدولة اليوم لباساً معيناً بحجة أنه "لا يتماشى مع القيم"، فما الذي يمنعها غداً من حظر تعبيرات أخرى تجدها السلطة غير مرغوبة؟ إن الحق الذي يمكن سحبه بمجرد أن تشعر الأغلبية بعدم الارتياح ليس حقاً، بل هو امتياز مؤقت.

هدية للمستبدين



المفارقة هي أن المدافعين عن الحظر يدعون رغبتهم في مساعدة النساء المستضعفات. لكنهم في الواقع يفعلون العكس تماماً؛ فمن خلال حظر اللباس في الأماكن العامة، نخلق وضعاً تصبح فيه النساء اللواتي يعشن تحت إكراه حقيقي حبيسات للمنازل بشكل كامل.

بدلاً من تقديم طريق للانخراط في المجتمع، تختار الدولة إغلاق الباب. هذا خذلان للفرد وانتصار للقوى التي تريد عزل هؤلاء النساء. نحن لا نحارب الإكراه بفرض إكراه حكومي جديد.

التحذير من "المنحدر الخطير"

إن خطر التحول نحو السلطوية يزداد بشكل كبير عندما تأخذ الدولة على عاتقها مسؤوليات لا ينبغي لها توليها. في كل مرة نسمح فيها للدولة بتوسيع صلاحياتها على حساب حريتنا في التنقل، تتآكل دولة القانون. يبدأ الأمر بـ "هدف نبيل"، وينتهي بدولة تمتلك حياتنا.

يجب أن نغير مسار النقاش؛ فالقضية ليست قطع قماش، بل هي ما إذا كنا نريد العيش في بلد يكون فيه الفرد حراً، أو في بلد تكون فيه الكلمة الأخيرة للدولة في أكثر خياراتنا شخصية. أنا أختار الحرية.

Kommentarer

Populära inlägg i den här bloggen

Sweden, a Country in Change – at the Expense of Our Children?

مسؤوليتنا المشتركة: من الهجمات الشخصية إلى القضايا الجوهرية

Lost Children: A Generation in the Shadow of Violence